الرفق لغة مأخوذ من مادة رفق التي تدل على موافقة، ومقارنة بلا عنف هذا هو أصل الرفق، ثم يشتق منه كل شيء يدعو إلى راحة، وموافقة يقال: رفق بالأمر وله، وعليه يرفق رفقًا.
والرفق اصطلاحًا: هو لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف، والرفيق: اسم من أسماء الله -تبارك وتعالى- ففي الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)). ولقد أمر الله -تبارك وتعالى- موسى، وهارون -عليهما السلام- بالرفق حين قال لهما:{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخْشَى}(طه: ٤٣، ٤٤).
وامتن الله -سبحانه وتعالى- على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بما حباه من الرأفة، والرفق فقال:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ وشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(آل عمران: ١٥٩). ولقد كان -صلى الله عليه وسلم- المثل الأعلى في الرفق بالعامة: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((إني لأدخل في الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز -أي: أخفف في الصلاة- مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه))، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:((إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليدع العمل، وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم)).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء))، وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)).