للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الثاني

(أصول العقيدة (١))

علاقة الدعوة بأصول الإسلام

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

إن الإسلام هو دين الله الذي ارتضاه لعباده كما قال سبحانه: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة: ٣) وهو الدين الذي لا يقبل الله دين سواه كما قال سبحانه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام} (آل عمران: ١٩) وقال -عز وجل-: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران: ٨٥) والإسلام الذي هو دين الله -عز وجل- عقيدة وعبادة ومعاملة؛ عقيدة تصل الإنسان بالله -عز وجل- {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الشورى: ١١، ١٢).

وعبادة يؤديها الإنسان وفاءً بحق الله الذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره يرجو بها رضوان الله والجنة؛ ويخاف إن تركها عقاب الله والنّار؛ فهو دائمًا كما وصف الله أولياءه: {سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} (الزمر: ٩) وهو مع ذلك محسنٌ في معاملة الناس، كما أمره الله -عز وجل- شعاره دائمًا: {لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُون} (البقرة: ٢٧٩) فالعدل عنده أساس المعاملة، وهو مع ذلك قد يعفو عن من ظلمه، ويصل من قطعه، ويحلم على من يجهل عليه؛ لأن الإسلام أمره بالإحسان فيما بينه وبين الله، وأمره بالإحسان فيما بينه وبين الناس، وأخبر الله -سبحانه وتعالى- أنه يحب المحسنين، وأنه يجزي المحسنين بالإحسان إحسانًا كما قال سبحانه: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (يونس: ٢٦).

<<  <   >  >>