للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمسلم مطالب بأن يُحَكّم الإسلام كله في حياته كلها كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (البقرة: ٢٠٨). ومعنى الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} يا من رضيتم بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولًا، يا من صدقتم بالله ورسوله، والكتاب الذي نزله على رسوله، والكتاب الذي أنزل من قبل {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} أي: استسلموا لله -تبارك وتعالى- استسلامًا مطلقًا، وأطيعوا الله -عز وجل- في كل ما أمركم به بأن تمتثلوه وتفعلوه. وفي كل ما نهاكم عنه بأن تتركوه وتجتنبوه، {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} فيما يدعوكم إليه من العصيان والفسوق عن أمر الله -عز وجل- بترك ما به أمر، أو فعل ما عنه نهى وزجر.

{ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} استسلموا لله -عز وجل- وأطيعوه طاعة مطلقة واقبلوا منه كل ما شرع لكم من العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة، والجهاد والاقتصاد والسياسة والاجتماع، ونحو ذلك من كل ما شرع الله -تبارك وتعالى- لا تأخذوا العقيدة وتتركوا العبادة، لا تأخذوا العقيدة وتتركوا العمل؛ فإن العمل الصالح هو عنوان سلامة العقيدة إن العقيدة إن سلمت وصحت أنتجت ولا بد وأثمرت العمل الصالح، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم: ٢٤، ٢٥) فإذا صحت العقيدة في القلب صلح العمل على الجوارح ولذلك اقترن العمل الصالح بالإيمان في كثير من آي القرآن الكريم.

<<  <   >  >>