للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصدقه {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} السلام الذي يسكبه هذا الدين في الحياة كلها، سلام الفرد، وسلام الجماعة، سلام العالم، وسلام الضمير، سلام العقل، وسلام الجوارح، سلام البيت، وسلام الأسرة، وسلام المجتمع والأمة والبشرية والإنسانية، والسلام مع الحياة، والسلام مع الكون، والسلام مع الله رب الحياة والكون، السلام الذي يقوم عل عقيدته وشريعته، وهي دعوة صريحة لدعاة السلام إن كانوا جادين في البحث عن حل للخروج من ويلات الحرب وما جلبته عليهم من دمار وخراب وفساد.

إن كانوا حق ًّ اجادين في دعوتهم للسلام، فإن هذا هو طريق السلام آمنوا بهذا القرآن، وا دخلوا في السلام كافة، فإن الله قال عن القرآن الكريم: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (المائدة: ١٦) من ظلمات الوهم والخرافة وظلمات الأوضاع والتقاليد، وظلمات الحيرة في تيه الأرباب المتفرقة، وفي اضطراب التصورات والقيم والموازين إلى نور الحق والحقيقة، ونور الهدى والإيمان، ونور الطمأنينة واليقين. وهي دعوة صريحة أمر الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعوهم إليها فقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران: ٦٤).

فإذا أرادت البشرية أن تخرج من بؤسها وشقائها فلتقبل هذه الدعوة، وليقم أهل القرآن بواجبهم نحوه، يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، تلاوة صحيحة، مجودة بالأحكام؛ فإن تلاوة القرآن الكريم ق ُ ربة من أعظم القرب، وعبادة من أجل العبادات، يعطي الله - تبارك وتعالى - عليها من الأجر والثواب ما لا يعطي على

<<  <   >  >>