وجود الله تعالى؛ فهذه السموات بارتفاعها وشدة بنائها، وما فيها من كواكب ونجوم تسير بانتظام، بلا خلل ولا صدام، كل في فلك يسبحون.
هذه السموات بارتفاعها وإمساكها عن الوقوع على الأرض تدل على أن لهذا الكون مدبرًا؛ لأن العقل السليم يحيل أن توجد هذه السموات وما فيها بنفسها، كما تحيل أن توجد من غير موجد؛ وهذا هو ما قرره ربنا -سبحانه وتعالى- بقوله:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ}(الطور: ٣٥، ٣٦) هذه الأرض وما فيها وما عليها، هذه الأرض باتساعها وطولها وما عليها من جبال، وما يجري فيها من بحار وأنهار، وما يخرج منها من زروع وثمار؛ كل ذلك من صنع من؟ صنع ربي {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء}(النمل: ٨٨).