وأخبر -سبحانه وتعالى- أنه يعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون فقال سبحانه:{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}(الأنعام: ٢٧، ٢٨) فأخبر -سبحانه وتعالى- عن الكافرين أهل النار أنهم حين سيقوا إليها وُقفوا عليها، فلما رأوا تتلظّى؛ تمنَّوا أن يردهم الله تعالى إلى الدنيا، ويكونوا من المؤمنين، فكذبهم الله تعالى فيما قالوا فقال:{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، فعلم أنه لو ردهم لعادوا لما نهوا من الكفر والتكذيب، وقال -عز وجل-: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}(الأنفال: ٢٢، ٢٣).
وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال:((قيل: يا رسول الله، أعُلم أهل الجنة من أهل النار؟ فقال: نعم. قيل: ففيما يعمل العاملون؟ قال: كلٌّ ميسر لما خلق له)) وعن علي -رضي الله عنه- بينما نحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ينكت في الأرض؛ إذ رفع رأسه إلى السماء ثم قال:((ما منكم من أحد إلا قد عُلم مقعده من النار ومقعده من الجنة، قالوا: أفلا نتكل يا رسول؟ قال: لا، اعملوا فكلٌّ ميسر لما خُلق له)). وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:((سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أولاد المشركين، فقال: الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين)).