للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتصعّر خدّيك، قتلنا [١] جدّك وأخاك وخالك، وأسرنا قومك يوم بدر، فلا تبك على أعظم بالية، وأرواح في النار، ولا تغضبنّ لدماء أحلّها الشرك. وأمّا قولك: الناس إن يجتمعوا علينا، فما حرموا منّا أعظم ممّا حرمنا منهم، وكلّ امرئ إذا حصل حاصله ثبت حقّه وزال باطله.

وأمّا قولك: إنّا زعمنا أنّ لنا [٢] ملكا هاشميا ومهديّا قائما، فالزعم في كتاب الله شكّ، زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا ٦٤: ٧ [٣] ، ولكنا نشهد أنّ لنا ملكا وأنّ لنا مهديّا قائما يملأ الأرض عدلا، لا يملكون يوما [١٨ ب] إلّا ملكنا يومين، ولا شهرا إلّا ملكنا شهرين، ولا حولا إلّا ملكنا حولين.

وأمّا عيسى بن مريم صلوات الله عليه فإنّه ينزل على الدّجّال، وأمّا ريح عاد وصاعقة ثمود فكان ذلك عذابا، ملكنا رحمة، أزيدك أم قد كفاك، ثم أمسك. فقال عبد الرحمن [٤] بن خالد بن الوليد:

كنا نقول: ابن حرب أحلم الناس ... حتى تصلّى ضحى نار ابن عبّاس

ماذا أراد إليه بعد تجربة ... منه وبعد جراح ما لها آس

يرجو سقاط امرئ لم يرج سقطته ... عند الخطاب له راج من الناس

أنحى الشّفار التي ما إن يقوم [٥] لها ... لحم وفي العظم منه ضربة الفاس

قد قرّت العين والأقدار غالبة ... لمّا رأيت ابن هند ناكس الرأس

لا يرفع الطرف ذلّا حين قرّره ... بالحقّ هذا وما بالحقّ من باس


[١] انظر عن قتلى بني عبد شمس في بدر، كتاب أنساب الأشراف ج ١ ص ٢٩٦- ٢٩٧.
[٢] في الأصل: «لك» .
[٣] سورة التغابن، آية ٧.
[٤] انظر جمهرة أنساب العرب ص ١٤٧.
[٥] الأصل: «تقوم» .

<<  <   >  >>