للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محتسبا، حتى أظهر الله الدين، وفتح الديار [١] ، وذكر الله في الأقطار والمنازل، وفي الضواحي والبقاع، وعلى التلال واليفاع، عند نقض [٢] الحبى وقورا، وللَّه في الرخاء والشدة شكورا، وله في كل وقت وأوان ذكورا، فأعقب الله من [٣] تنقّصه الندامة [٤] إلى يوم القيامة [٥] . قال: فما تقول في عثمان؟ قال:

رحم الله أبا عمرو، كان والله أكرم الحفدة، وأفضل البررة، هجّادا بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، دائم التذكرة فيما يعنيه بالليل والنهار، نهّاضا إلى كلّ مكرمة [٦] ، سعّاء إلى كل منجية، فرّارا [٧] من كل موبقة، حييّا عاش [٨] ، وقتل [٩] أبيّا، صاحب جيش العسرة وختن النبيّ، فأعقب الله من ثلبه اللعائن إلى يوم التغابن [١٠] . قال: فما تقول في عليّ؟ قال:

رحم الله أبا الحسن، كان والله علم [٢٨ ب] الهدى، وكهف التقى، وبحر الندى، ومأوى الورى، وطود النهى، ونورا للسفر في ظلم الدجى، وداعيا إلى المحجة العظمى، ومستمسكا بالعروة الوثقى، وطاعنا إلى الغاية القصوى، وعالما بما في الصحف الأولى، عاملا بطاعة الله الملك الأعلى، عالما بالتأويل والذكرى، ومتعلّقا بأسباب الهدى، وجانفا عن طرقات الردى، وساميا إلى المجد والعلى، وقائما بالدّين والتقوى، وتاركا للجور


[١] ن. م. «حتى أوضح الدين وفتح البلاد» .
[٢] في الأصل: «نقض الجبّيّ» .
[٣] مروج الذهب «على من» .
[٤] ن. م. «اللعنة» .
[٥] ن. م. «الدين» .
[٦] ن. م. «سباقا إلى كل منحة» .
[٧] في الأصل: «هدّارا» .
[٨] زيادة وفي مروج الذهب «حييا أبيا وفيا» .
[٩] عين الفعل في الأصل مهملة.
[١٠] في مروج الذهب «فأعقب الله على من يلعنه لعنة اللاعنين إلى يوم الدين» .

<<  <   >  >>