للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كما ذكر السيوطي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أن ملكا من ملوك بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره بين أن يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزني أو يأكل لحم خنزير أو يقتلوه فاختار الخمر وأنه لما شربه لم يمتنع من شيء أرادوه منه".

وهكذا تكون الخمر أم البلاء ورأس كل مصيبة.. فإذا أضيف إلى ذلك ما أكده البحث الطبي والتجريبي الحديث من مضار المسكرات والمخدرات على القلب والبدن لنفر منها العقلاء.. وفروا منها فرارهم من كل وباء أو هلاك.

وماذا تقول في مواد تتلف الكبد والبنكرياس، وتضعف القلب وتخل حركته، وتؤثر على خلايا المخ والأعصاب، وتسبب فقر الدم وإضعاف العضلات وتجلب السل ومرض السكر واضطراب الأمعاء.

ما ظنك بمواد تذهب بالعفة والشرف، وتقتل النخوة والمروءة وتشيع الفوضى واللامبالاة، وتضيع الثروة والمال..

إن هذه المساوئ جميعا هي بعض ما تجلبه المسكرات والمخدرات في بيئة بني الإنسان.

ولذا فإنه لو عمقت هذه الآثار ووعي البشر خبث المواد المسكرة والمخدرة بأسلوب علمي يعتمد على الحقائق العلمية والتجارب المعملية بعيدا عن المبالغات والزيادات لأدرك الناس قبحها، ووقفوا على خطرها وضررها فيبتعدوا عنها.. وينفروا منها..

لقد كره الإسلام أتباعه في الخمر وسائر المسكرات حتى ول كانت للتطبيب والعلاج..

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بالمحرم" ١.

وفي السنن عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الداء الخبيث ٢.

وذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ٣.

بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو على من يتداوى بحرام كخمر فيقول: "من تداوى بحرام كخمر لم يجعل الله فيه شفاء" ٤.


١ أبو داود في الطب.
٢ أبو داود والترمذي.
٣ البخاري في الطب.
٤ انظر: الجامع الصغير للسيوطي ونسبه إلى أبي نعيم في الطب.

<<  <   >  >>