للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هي العدو الأول للإسلام والمسلمين، فهي مستغلة الشعوب الضعيفة، وهي التي تمتص دماءها، وفوق كل شيء وقبل كل اعتبار هي ناصرة اليهود، ونصيرة الصهيونيين اللؤماء على العرب الأحرار الكرماء، فواجب على كل مسلم يؤمن بربه ويعتز بإسلامه ألا يحمل لها في قلبه أي احترام فضلا عن أن يكون عميلا وصنيعة لها.

إن الذين يعرفون ما يجري داخل البلاد الاشتراكية الروسية يذكرون أن الناس لو وجدوا السبيل أمامهم مفتوحا للخروج من الوطن الاشتراكي لخرجوا، ولما بقي منهم خمسة في المائة، وهذا من علامات الخير، وهكذا العمل في كل البلاد الاشتراكية، فإنها تضيق أشد التضييق على الناس في الخروج من وطنهم حتى لا يروا ما يتمتع به الناس من الحريات في غير البلدان الاشتراكية.

إن بعض الحكومات - مسلمة وغير مسلمة - ارتمت في أحضان الاشتراكية الشيوعية راجية منها تخليص شعوبها من محنها، فشرعت في تطبيق النظام الاشتراكي الشيوعي في بلادها - ترضية لروسيا - وخاصة ضد الدين والعقيدة الدينية، فهي قد استبدلت استعمارا باستعمار أشد من الأول، وقد كشف الواقع عن حقيقة النظام الاشتراكي الشيوعي وخيبته، وأنه لا يستطيع أن يواجه المشاكل المتجددة في كل وقت وحين إلا بالقوة - والقوة لا تحل المشاكل - وفعلا فقد أصاب هذا النظام الفشل الذريع - بل الإفلاس - الظاهر الذي لا يخفى على كل ذي عقل نقي، فهو نظام لا يأتي إلا بالفقر وضنك العيش وقلة الموارد والنتائج ولو كان في أغنى بقاع العالم، ولا يستفيد منه إلا المسيرون له والقائمون عليه، فإنهم أغنوا منه غناء لا مثيل له على حساب الطبقة الفقيرة الكادحة، ولا يستطيع أحد أن ينكر الواقع، لهذا أخذت بعض الشعوب المطبقة له تستفيق من نومها، وتزول عنها غفلتها كما فعل أخيرا الاشتراكي الشيوعي المتحمس لها (فيدال كاسترو زعيم كوبا) فقد أذاع من أيام قريبة تركه للنظام الاشتراكي، وقال: إنه خيال لا يمكن تطبيقه، وأظهر عيوبه، كما أظهر أنه تسرع أولا في تطبيقه، واستدل على عدم صلاحيته بقلة الإنتاج وبكثرة اليد العاملة فيه، وهذا شيء طبيعي في البشر، لأنهم - العمال - يرون أنفسهم يشقون بأجر زهيد وغيرهم ينعم في رغد من العيش بسبب كدهم وسعيهم المتواصل.

<<  <   >  >>