للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه هي الحقيقة تتبعنها في كل بلد انتحل الاشتراكية مبدأ وسياسة له.

وما يذاع وينشر عن لقاءات وجلسات أعمال بدعوى التشاور وأخذ الآراء، فإنما هو تمويه وتغطية للواقع، إذ لا يسمح بالمناقشة إلا لمن حاز الرضى، وهو بالطبع لا يقول - لا - ولا يقول ما يثير الغضب والانزعاج كما هو الحال في الانتخابات وغيرها، إذ لا يسمح بالترشيح لأحد إلا لمن رشحه الحزب ورضي عنه، ولو كان لا يساوى شيئا عند الأمة وعقلائها ومفكريها، ثم يقال بعد ذلك إن الانتخابات قد جرت بسورة حرة وديموقراطية، وأن المرشح الفلاني أحرز على أغلبية: ٩٩% ولربما بزيادة فاصل كل هذا زيادة في التحري.

وكمثال على الديموقراطية الاشتراكية - حسب المزاعم - نقول:

إن ألمانيا - مثلا - مقسمة إلى قسمين، أحدهما وهو القسم الشرقي، هو تحت الحكم الاشتراكي الروسي، والآخر وهو القسم الغربي، وهو تحت حكم أمريكا وحلفائها وفي أيهما تسود الحرية والديموقراطية يا ترى .. ؟؟

أفي القسم الشرقي أين يوجد الحكم الاشتراكي الشيوعي؟ أم في القسم الغربي أين يسود النظام الأمريكي وما معه؟

الواقع الذي لا شك فيه أننا نسمع - باستمرار - وبدون انقطاع هروب الألمان من القسم الشرقي - بالرغم من الجدار الحديدي الفاصل بين القسمين - إلى القسم الغربي عن رضى واختيار من أنفسهم - مع الحراسة الشديدة وقلة وسائل الهروب، ولم نسمع بهروب أحد من القسم الغربي إلى القسم الشرقي. فأي القسمين الألمانيين أفضل من الآخر يا ترى؟

مما لا ريب فيه أن الناس لا يفرون مما فيه الخير والراحة إلى ما فيه الشر والشقاء، ولا من الحرية إلى العبودية، فالألمانيون أعرف وأدرى من غيرهم بمصالحهم، إنما هذه ملاحظة فقط أبديتها في هذا المكان بمناسبة الكلام عن الحرية والديموقراطية، التي يتبجح بها النظام الاشتراكي الشيوعي، ولكن الحق يقال على كل حال.

وأنا - كمسلم يعتز ويفخر بإسلامه - لا أدافع عن أمريكا ولا عن غيرها ولست عميلا لها - حسب الاصطلاح الاشتراكي الذي يطلق كلمة العميل على كل من لا يؤيد النظام الاشتراكي - أقول إن أمريكا - في نظري -

<<  <   >  >>