للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن هذا النوع الأخير خاص بطبقة الموظفين الكبار والعلماء الاختصاصيين وهكذا!! ما سمعنا عن بلد - ما - أنه نوع الخبز هذا التوزيع إلا في هذا البلد الذي ملأ الدنيا دعاوة وصراخا بأن الشيوعية قضت بنظامها على نظام الطبقات، وسوت بين جميع الناس وأعطت للعمال حقوقهم، ويقولون ويذيعون أنه يجب ألا يكون الإنسان مسخرا لأخيه الإنسان، هذه أقوالهم التي ملأوا بها أجواء الدنيا، أما أعمالهم فهي تخالف أقوالهم خلافا واضحا يدركه أبسط الناس، فقد رأيناهم اتخذوا الشرطة - مثلا - كالعبيد القدامى المسخرين لأسيادهم المالكين لهم، يحيطون بسياراتهم إذا تنقلوا من مكان إلى آخر، ويؤدون لهم التحية إذا دخلوا، مقرونة بشكل غريب من الخضوع والمسكنة وعدم الحركة، حتى ليخيل للناظر إليهم على تلك الحالة كأنهم تماثيل من حجر نصبت فوق قواعدها، مع أن الشرطة جعلت للمحافظة على الأمن وملاحقة المجرمين حفاظا على راحة السكان وأمنهم، ومقاومة الشر والفساد وتتبع من يصدر ذلك منه حتى يقضي على كل ما يخل بالأمن والراحة فصارت الشرطة حارسة لطائفة مخصوصة ومحظوظة من كبار الموظفين والزعماء لا غير، وهذا لا يوجد إلا في بعض البلدان الاشتراكية!!!

هذه الأعمال المرئية تناقض الأقوال المسموعة، والشواهد على هذا كثيرة جدا، ولله در الإمام البوصيري في قوله الحكيم:

والدعاوى ما لم تقيموا عليها ... بينات أبناؤها أدعياء

من هذه الدعاوى المبتدعة بقصد تضليل المسلمين الضعفاء في إيمانهم كلمتان كثر تردادهما على الألسن والأقلام حتى مل الناس سماعهما ورؤيتهما، - وهما الإقطاع والرجعية - يقولونهما كدليل على أن صاحبهما الذي قيلتا فيه هو من بقايا القرون الوسطى المشهورة بالجهل والتخلف العقلي والصناعي الخ، ويطلقون على أنفسهم كلمة - التقدميين - وفي شيء من التفكير البسيط يرد المسلمون على الملاحدة هذه الدعوى أو الوصمة - إن كانت وصمة عار - ويقولون لهم: أن الماضي كفيل بتكذيبكم وفضيحتكم وتسفيه آرائكم، فأنتم الرجعيون - حقيقة لا ادعاء - والمسلمون هم التقدميون - حقيقة لا ادعاء - فالدين الإسلامي الطاهر قدم المسلمين يوم كانوا عاملين

<<  <   >  >>