للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآثام - ولخروج المرأة المسلمة إلى الشوارع متبرجة كاشفة لما أمرها الله بستره، مع ضعف الإيمان أو انعدامه وموت الوازع الديني والأخلاق الإسلامية، والذين هم - أيضا - نتيجة جناية الأشرار والفساق على المجتمع الإسلامي الذي أفسدته الأخلاق الأجنبية الوافدة عليه من الخارج والتي تحارب الأخلاق الإسلامية، فهم - الأولاد غير الشرعيين - في ازدياد مطرد، ولم نسمع أن من المسؤولين من أخذته الشفقة والغيرة على الأخلاق والفضيلة فتكلم على منعهم، أو حتى التقليل منهم بإزالة الوسائل التي جاءت بهم إلى هذه الحياة السيئة، وهذا من نتائج المزدكية القديمة كما مر الكلام عليها سابقا، وأختها الاشتراكية الحديثة.

فالعامل على تقليل النسل - الأولاد - والآمر به والمجوز له كل هؤلاء مكذبون بوعد الله برزق عباده، والذي أفتى بجوازه من غير ضرورة شرعية - تبعا لهوى غيره - يجب عليه أن يراجع موقفه، وإلا فيا ويله يوم يقف بين يدي من لا تخفى عليه خافية ... فالمجوز له باع ضميره، واستجاب لرغبات العباد، وأعرض عما يوجبه عليه إيمانه، ودينه، وورعه - إن كان عنده ورع - وخوفه من خالقه.

والملاحظ هنا - بهذه المناسبة - أنني أعرف كثيرا من الرجال كانوا فقراء قبل أن تكون لهم زوجات وذرية، وكانوا في ضيق من العيش، وما أن تزوجوا ورزقوا أبناء حتى كثر رزقهم، واتسعت معيشتهم، وظلوا وباتوا في رغد من العيش، وهم هم كما كانوا قبل ازدياد أولادهم، لم تزد لهم أعضاء أخرى في أجسادهم، فلم يصر للواحد منهم رأسان - مثلا - وأربع أيد وأربع أرجل حتى يزداد سعيهم ودخلهم، وما ذلك إلا لأن المولود جاء برزقه معه لأن الرزاق حي لم يمت، وصدق الله في قوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (١).

هذا في شريعتنا الإسلامية الخالدة، فقد علمنا ما دلت عليه آيات قرآنية لا تجيز - بدعة العصر - التي جاءت من قوم لا يؤمنون بخالقهم ولا يصدقون شرعه.


(١) الآية ٥٨ من سورة والذاريات.

<<  <   >  >>