للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن الله لا تخفى عليه خافية، والعمل هنا تعينه النية، كما جاء في الحديث الصحيح: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).

فالذي يفكر ويعمل لتحديد النسل - خوفا من الجوع - فلماذا لا يعمل للإكثار من الصناعات ونشرها، وإيجاد وسائل العمل الشريف، وتوزيع الثروات توزيعا عادلا مفيدا على الأمة، ينال منه كل واحد على ما عنده من تجارب ومعرفة بطرق الإنتاج والتنمية، حتى تكتفي الأمة بما عندها من طاقات، وتستغني بذلك عن غيرها.

ألم ينظر هؤلاء - الفطن الحذاق - الذين خافوا على أبناء الأمة أن يموتوا جوعا - إلى الأمة الصينية الحالية، وكثرة السكان فيها وتزايدهم بصفة مهولة، حتى أن دولة أمريكا وطاقاتها البشرية وغيرها صارت تقرأ لها ألف حساب، وحساب ... ؟؟

إن الأمة الصينية بصناعتها التي غزت بها العالم لم تخف من الموت جوعا، لأنها تعلم أن قوتها في كثرة أفرادها، وما يقال في الأمة الصينية يقال في الأمة اليابانية الحديثة وصناعاتها العجيبة في إتقانها ورواجها في جميع أطراف العالم، وسكانها مع ضيق أرضها، والفارق الوحيد بيننا وبينهم هو العمل والكسل، والتقليد البليد، فاعتبروا بهذا يا أولي الأبصار.

إن الشعوب الإسلامية أصيبت بمرض الكسل والتكاسل - وكثرة الكلام الفارغ والثرثرة الحقيرة - ولو كانت حازمة وعاملة كالشعوب الأروبية أو بعض الشعوب الأسيوية - مثلا - لغيرت وجه أرضها بالصناعات، ولكانت أغنى بكثير من الشعوب الأروبية بالنظر لما عندها من خيرات وإمكانيات قل أن توجد في غيرها من البلدان الأخرى.

فالأبناء الشرعيون - أولاد الحلال - يجب التقليل منهم، حتى لا يموتوا جوعا، وأمال الأولاد غير الشرعيين - أولاد الحرام - فلا خوف عليهم ومنهم إذا كثروا - ما دامت لدى بعض الحكومات الإسلامية مراكز تؤويهم - وقد كثروا في هذا العهد الأخير كثرة فاحشة، بكثرة الأسباب والطرق التي تجيء بهم إلى هذه الحياة، والتي هي نتيجة حتمية لاختلاط الرجال بالنساء في كثير من الميادين - ولا ينشأ من الاختلاط إلا الشرور

<<  <   >  >>