للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد علمنا فشل جمعية الأمم المتحدة أمام المشاكل العالمية الحالية - التي وجدت بين أعضائها - بالرغم من وجود قوى العالم كلها وكله في إطاراتها، فقد خاب فيها الرجاء، وانقطع منها الأمل، فإذا قررت قرارات فإنها لا تنفذ، وتقضي جل أوقات السنة في البحث والجلسات، وأعضاؤها في شغل آخر عن مشاكل الأمم، والجلسات تتعاقب من غير نتيجة - تسمع جعجعة ولا ترى طحنا - كما جاء في المثل العربي - والواقع أكبر دليل على ذلك، وإلا فأين قرارها رقم ٢٤٢ في شأن خروج اليهود الإسرائيليين من الأراضي العربية التي احتلوها في حرب جوان - حزيران - ١٩٦٧، أين هو ذلك القرار المقرر في نفمبر من تلك السنة، واليهود ظالمون معتدون، ما لهم لم يخرجوا من أرض العرب النائمين الغافلين، من هنا ظهر عجز العصبة عن إنصاف المظلوم من ظالمه، فظهر أن وجودها لم ينفع أعضاءها فضلا عن غيرهم ... ؟؟؟

فليتأمل في هذا مرضى النفوس المخدوعون المغرورون بالمظاهر، المتنكرون لدينهم، الجاهلون لتاريخهم، الغافلون عن حضارتهم الزاهرة وآثارها الباقية، فليكن عملهم - إن كانوا يريدون أن يعملوا - على إعادتها، وإحياء الروح الدينية فيهم تلك الروح التي قضى عليها سيرهم في طريق الملاحدة، فإنهم سيشرفون بذلك، كما شرف به آباؤهم الأولون.

لو فكر - قليلا - عقلاء أو زعماء العرب في جمعية الأمم المتحدة وفي أعمالها تجاههم، وتجاهلها لهم، وسخريتها منهم، لخرجوا منها وتركوها لمن له فيها مصلحة، أما هم فلا مصلحة لهم فيها إلا خسارة الوقت والمال، ولكن أنى لهم هذا؟ وهم يعرفون أنها آلة مسخرة في يد أمريكا، فما يرضي أمريكا كان وما لا يرضيها فلا محاولة ...

وهذه كلمة أخرى أو شهادة عالم غير مسلم عما في الإسلام من قوى الخير والصلاح الكامنة فيه - وكلمات غير المسلمين في الإسلام كثيرة - قالها أحد الأجانب عنه اعترافا بفضائله، وتنبيها للغافلين أو الجاهلين ممن ينتسبون إليه.

وهذه الشهادة للعالم الدكتور - انستابو - الإيطالي، جاءت في كتابه "الإسلام وسياسة الحلفاء" الذي نشره سنة ١٩١٩ قال، (إن الكرم العلمي

<<  <   >  >>