للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإسلام يحب لها أن تبتعد عن كل هذه القاذورات والأوساخ التي تصادفها في الطريق، وتلقاها أينما توجهت وحلت، فكل من دعا أو عمل على الزج بالمرأة في وسط المجتمع الفاسد السيء الخلق، هو داخل في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (١).

وصدق الله في قوله الحكيم.

قالوا للمرأة المسلمة: إنهضي وطالبي بحقك في المساواة - التامة - حتى تكوني مثل الرجل في كل شيء.

وهل هي في خلقتها وتكوينها مثل الرجل ... ؟؟

استجابت المرأة المسلمة - في بعض الأقطار الإسلامية - للرغبة الملحة عليها، فقامت ورفعت صوتها: أريد حقي .... في السياسة، والوزارة، والإدارة، والاقتصاد، وفي تسيير دفة الحكم ومقاليد الأمور، وفي غشيان المجتمعات العامة بلا حدود توقفني أو تحد من نشاطي، إلى غير ذلك من المطالب - المحترمة والمعقولة جدا - وقالت: أريد المساواة - التامة - وإزالة الفروق بيننا حتى في فروق اللغة العربية، تلك اللغة التي تفرق بين الرجل والمرأة ... وهذه الفروق التي تعنيها سيدة الزمان - المرأة المسلمة - هي من حسنات اللغة العربية الدالة على سعة مفرداتها وأساليبها في الخطاب، والغيبة، والافراد، والتثنية، والجمع، ليسهل على السامع فهم المراد من الكلام.

فمن الفروق - مثلا - تاء التأنيث، ونون النسوة، وكسر التاء، والكاف في خطاب المؤنث، فالمرأة العربية المتحررة - كما تزعم - قد طالبت - فعلا - بأن تزال وتحذف من اللغة العربية تاء التأنيث ونون النسوة وكاف الخطاب المكسورة، لأن في المذكورات فرقا أو تفريقا بين الفعل المسند إلى المذكر والفعل المسند إلى المؤنث، فعوضا من أن تقول: - قامت زينب - يجب أن تقول: - قام زينب - بإسقاط التاء كما تقول في المذكر: قام صالح، وبدلا من قولنا: النسوة قمن، يجب أن نقول: النسوة قاموا، مثلما نقول: الرجال قاموا، وبهذا الاقتراح السديد - أو الأعرج - تكون


(١) الآية ١٩ من سورة النور.

<<  <   >  >>