المساواة - تامة - بين الرجل والمرأة في اللغة العربية، التي ظلمت المرأة حين ميزت بينها وبين الرجل - كما ظلمها الإسلام حين ميز بينهما في الإرث - كي لا يختلط الفعل المسند للرجل بالفعل المسند للأنثى، وهو اقتراح يدل على الجهل والغرور والغباوة.
حقا ... إننا في زمن الخلط، والتخليط ... والاختلاط ...
هذا الذي ذكرته مطلب قدمته - أو قدمه - إحدى - أو أحد - الجمعيات النسائية إلى بعض مجامع اللغة العربية، طالبة - أو طالبا - منه أن يقرر حذف تاء التأنيث ونون النسوة، وبينما المجمع اللغوي - الأمين على اللغة العربية - يناقش الاقتراح الجريء بل العجيب في نوعه، إذا بأحد أعضائه الأذكياء يفاجئ المجمع برأي سديد - أو نكتة - فيلقي بين أعضائه في وسط المجمع قنبلة - ذرية عربية - نسفت الاقتراح من أساسه وقاعدته، فبعثت بالاقتراح الغريب إلى سلة المهملات الحقيرة، وتلك القنبلة هي قول هذا العضو الذكي:(للمجمع أن يقرر ما يشاء، ولكنه لن يستطيع أن يحذف النون التي خلقها الله ...).
ولعل المرأة - ومن ورائها من يدفعها، أو يجرها - ستطالب في يوم - ما - بمساواتها بالرجل في إبطال - العدة - عنها كالرجل - كما أشار إلى هذا بعض النبهاء - ذلك أن المرأة إذا طلقت أو مات عنها زوجها، أوجبت عليها الشريعة الإسلامية أن تعتد - وتتربص - المدة المعروفة حتى يظهر أمرها، هل هي ذات حمل من زوجها المطلق أو المتوفي أو لا؟ والحكمة في إيجاب العدة على المرأة دون الرجل ظاهرة، وهي اختبار براءة الرحم، حتى لا تختلط الأنساب والأولاد، لأن المرأة هي المنجبة للأولاد، فلعلها تطالب في يوم من الأيام بإلغاء العدة، وتقول: يجب أن تجعلوا قانونا وضعيا يبطل العدة الشرعية على المرأة ويبيح لها أن تتزوج من يوم طلاقها أو موت زوجها أو ما يقرب منه بدون انتظار أمد العدة الذي قد يطول، فهي تريد أن تكون كالمرأة الأمريكية.
والذي نعرفه أن المرأة الأمريكية قد تتزوج مرتين أو أكثر في الشهر الواحد، وتفارق كذلك، وأمريكا هي بلاد العجائب، كما يقال ...