للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعل المرأة المسلمة تجد من أصحاب القانون - الوضعي - من يلبي طلبها ويقول: إن المرأة المسلمة مظلومة ظلمها الإسلام، حيث لم يسو بينها وبين الرجل، مثلما سمعناها تطالب بتسويتها معه في الوظيف وتحمل مسؤولية شؤون البلاد، وفعلا فقد تم لها بعض ما طلبت، والعاقل يسأل هذا السؤال ويقول: هل للمرأة من الاستعداد والقدرة ما يجعلها كالرجل في تحمل المسؤولية في هذه المهمة الصعبة ... ؟؟؟

إن الواقع قد كشف عجزها عن تسيير الشؤون العامة في غير ما بلاد، وهذا هو السر في قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) (١) وليس هذا من الرسول صلى الله عليه وسلم قدحا في المرأة، أو تنقيصا من شأنها - كما توهمه بعض الجاهلين - إنما ذلك راجع بالذات إلى طبيعة خلقتها وتكوينها، و ((كل ميسر لما خلق له)) (٢) كما ورد في الحديث.

فالإسلام - دين الله الحكيم العليم - قد راعى في المرأة مزاجها وذاتها، فكلفها بما هو من خصائصها، فمنحها إنجاب الأولاد، وتكوين الرجال والأجيال، وتهيئتهم للمستقبل وللبلاد - وليس هذا بالأمر الهين - فإذا زج بها في وسط المجتمع المختلط، للخدمة وغيرها، فقد ضاعت المهمة التي كلفتها بها الفطرة وساء حال الأمة، وفعلا وقع هذا ولا يستطيع أحد نكرانه ...

لنفرض - جدلا - أن طبيبا حاذقا لصنعته يعالج المرضى في المستشفى أو في المصحة، والأمة في أمس الحاجة إلى خدماته فيما هو من خصائصه، فإذا أخرجناه من محل عمله - المستشفى أو المصحة - وأوليناه عملا آخر لا صلة بينه وبين عمل ما هو خاص به، كمحافظ للشرطة أو غيره من الأعمال، هل يعتبر هذا العمل إصلاحا - في المجتمع - قمنا به وتوفيقا ورعاية للمصلحة العامة ... ؟؟؟ اللهم لا يقول بهذا الإصلاح إلا المجنون ... وبالعكس من هذا لو نقلنا محافظ الشرطة من عمله إلى عمل الطبيب في المصحة أو في المستشفى، لو فعلنا هذا لذهبت البلاد إلى الهاوية السحيقة، نتيجة لسوء التصرف وتصريف


(١) أخرجه البخاري والإمام أحمد والنسائي، سببه أن أمة الفرس أولت بنت كسرى لما مات أبوها، فبلغه ذلك فقال: لن ....
(٢) أخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما أخرجه غيره.

<<  <   >  >>