للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في حين يرى نفسه وثقافته الأعجمية في أعلى الطبقات، أنه مغرور - والله - ومخدوع، خدعته نفسه، وغره الشيطان.

ويجب أن نلاحظ أن البعض ممن تألم مما شاهده من انحراف وخروج عن منهج الشرع والصواب - حسب إيمانه - أخذ ينبه المنحرفين إلى عواقب انحرافهم عليهم وعلى الأمة التي يعيشون في وسطها، وينور الطريق الذي أظلمه بعض من لا خلاق لهم، وأخذ يدافع عن الإسلام كيد الظلمة الكائدين للإسلام وأحكامه وأخلاقه، يدافع عن الإسلام - بحق ونزاهة - فلم يعجب هذا بعض الذين لا يرضون بالرجوع إلى الإسلام وآدابه وأحكامه.

إن ما جرى ويجري في بعض الأوطان الإسلامية يدل على ما يلقاه هؤلاء المدافعون عن الإسلام من بعض المسؤولين في حكومات تلك البلاد من التعنيف والتضييق من أجل دفاعهم عن الإسلام المعتدى عليه في بلده ووطنه، يلقون من ذلك الشيء الكثير، كما يجدون فيهم الغضب وعدم الرضى، وفي بعض الأوقات يبعدون إلى الصحراء والأماكن القاصية والقاسية، وتحاك لهم المكائد والحيل الإبليسية، ويتهمون بشتى أنواع التهم المزيفة الباطلة، كتهمة أخذ المال من دولة أجنبية، أو محاولة قلب نظام الحكم القائم في البلاد، أو الاغتيال، أو اتصاله بأسلحة من دولة أجنبية، إلى آخر ما سمعناه ونسمعه دائما مما يضحك الثكلى، كل هذا من أجل أن يجد الحاكم سندا يستند إليه في حكمه ومحاكمتهم والقائهم في غياهب السجون، ليصفو لهم الجو وليخيفوا بهم غيرهم، حتى لا يتجرأ أحد على إنكار المنكر، وتارة يعدمون أو يشنقون.

وفي نفس هذه الأوطان التي أشرنا إليها قد وجد آخرون - من الملاحدة - اتهموا بنفس التهمة من محاولة القتل أو قلب نظام الحكم، أو إدخال الأسلحة أو غيرها، لكن عند المحاكمة كانت الأحكام أشبه شيء باللعب والهزل، وذلك لأن وراءهم قوة الملاحدة والخوف من غضبهم وقوتهم، والرغبة فيما عندهم، فهل هذا تمييز عنصري أم ماذا يسمى ... ؟؟ من يحب الفضيلة ويعمل لها يضيق عليه في السجن أو يعدم، ومن يبث الإلحاد ويحاول إضعاف سلطة الإسلام يلقى التخفيف، والسبب في ذلك ظاهر لمن فكر قليلا، وهو القضاء على الإسلام في أشخاص الذين يدافعون عنه، واستجابة لرغبة الملاحدة في ذلك.

<<  <   >  >>