(٣٠١) قال لي يحيى بن معين: «ألك ولد؟» ، قلت: لا، ولا امرأة، قال:«فما مقامك هاهنا، الحق بالثغر، أو ألق نفسك في تلك السواحل، فإن الدنيا ليست بشيء» ، ثم قال يحيى: «مرَّ يحيى بن سليم الطائفي على سفيان بن عيينة، فقال له سفيان:(يا أبا زكريا، ما فعلت مولاتكم؟) ، قال:(ماتت رحمها الله تعالى، وإني لأغبطها أنها لم تترك شيئاً) » .
(٣٠٢) سمعت يحيى بن معين وذكر أحمد بن نصر بن مالك، فترحم عليه، قال:«قد ختم الله له بالشهادة» ، قلت: كتبت عنه شيئاً؟ قال:«نعم، نظرت له في مشايخ الجنديين وأحاديث عبد الصمد بن معقل وعبد الله بن عمرو بن مسلم الجندي» .
(٣٠٣) قلت ليحيى: من يحدث عن عبد الله بن عمرو بن مسلم؟ قال:«عبد الرزاق» ، قلت: ثقة؟ قال:«هو ثقة ليس به بأس» ، قلت: فأبوه عمرو بن مسلم الذي يحدث عن طاوس، كيف هو؟ قال:«هو وأبوه لا بأس به» ،
(٣٠٤) ثم قال يحيى: «كان عند أحمد بن نصر مصنفات هشيم كلها، وعن مالك أحاديث كبار» ، ثم قال يحيى: «كان أحمد يقول: (ما دخل عليه أحد يصدقه -يعني: الخليفة-) » ، ثم قال يحيى:«ما كان يحدث، كان يقول لست موضع ذاك» ، يعني: أحمد بن نصر بن مالك - رحمه الله -. وأحسن يحيى الثناء عليه.