للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنادمُ غرّاً من أفاضل أهلها ... كراماً وكلٌّ حلية الزمن العطل

وإخوان صدق للصداقة بيننا ... صفاء صدور طهّروها من الغِلّ

ندارس آي العقل من سورة الهوى ... ونفهم معنى العلم من صورة الجهل

وها أنا قد أصبحت بالشام شائماً ... سنا بارق من غير وبل ولا طلّ

يؤهَلني للبعد من كلّ حظوةِ ... ويحرمني اللذات بعدي من الأهل

ولا صاحب عندي أحاول نصره ... بتخفيف ما يعروه من فادح الثفل

وإنّي أرى عين الخصاصة ثروتي ... إذا عجزت عن سدها خَلّة الخِلّ

أُلايِنُ حسادي الأشدّاء رِقبةً ... لهم وأعاني الصعب بالخُلُق السهل

وأبقي مداراة اللئيم لعلّه ... يبيت ولا يطوي الضمير على دغل

سوى السوء لا تجدي مداراة حاسدي ... كما يستفاد السّمّ من صلة الصّلّ

ومن نقص دهري قصد فضلي بصرفه ... ليرخص منه ما من الحقّ أن يغلي

وإنّي من العلياء في الكنف الّذي ... به حظُّ فضلي كلّما انحطّ يستعلي

وماذا بأرض الشام أبغي تعسّفاً ... ولا ناقتي فيها ترام ولا رحلي

ولي حرمٌ منه الأفاضلُ في حمىً ... من الصون بالمعروف بالبذل في حِلّ

ومن جملة المديح:

أبي الفضل فيه أن يكون كماله ... لغير كمال الدين أعني أبا الفضل

رحيب النوادي والندى واسع الذرا ... رفيع الذُّرا عالي السنا وافر الظِّلِّ

نداه حيا المعروف قد شمل الورى ... عموماً وغيث الخصب شرّد بالمحل

<<  <   >  >>