كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان

كتاب الطب - ٢٤ - باب في الطيرة - ج: 15 - ص: 688

وروى الطبراني عن أبي الدرداء: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ينال الدرجات العلى من تكهن، أو استقسم، أو رجع من سفره تطيرًا" (١).

وفي "مراسيل أبي داود" أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ليس عبد إلا سيدخل قلبه طيرة، فإذا أحس بذلك فليقل: أنا عبد اللَّه، ما شاء اللَّه، لا قوة إلا باللَّه، إن اللَّه على كل شيء قدير" (٢).

(فإذا رأى أحدكم ما يكره) لفظ البيهقي في "الدعوات": "فإذا رأيت من الطيرة ما تكره فقل" (٣).

(فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات) أي: بالأشياء الحسنة من منفعة تحدث وخير يتجدد (إلا أنت) ليس لما تطير منه شيء من ذلك، بل كله من اللَّه، فهو موجده ومقدره.

(ولا يدفع السيئات) الأشياء السيئة من المضار والمكروهات (إلا أنت) وقد كان قوم موسى إذا أصابهم الخصب والأشياء المحبوبة قالوا: نحن مستحقوها. وإن أصابهم الضيق والجدب وما يكرهونه تطيروا بموسى عليه السلام وقالوا: هذا بشؤم موسى (٤)، ولولاه ما أصابنا

---

(١) "المعجم الأوسط" ٣/ ١١٨ - ١١٩ (٢٦٦٣). وأورده الهيثمي في "المجمع" ١/ ١٢٨ وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد، وهو كذاب. قال الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" ٣/ ١٩٧ (٣٠٩٩): حسن لغيره.
(٢) (٥٣٩) من حديث عبد الرحمن بن سابط الجمحي مرسلًا.
(٣) ٢/ ٢٨٧ (٥٠٠).
(٤) ساقطة من (م).