قال الشيخ الحافظ اللغوي الأديب النحوي أبو جعفر أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف الفِهْريّ اللَّبلْيّ، أعز الله أيامه، ومكن في السعادة دوامه بمنِّه وكرمه إنه مُنعِم كريم:
الحمد لله المنفرد بالوجود الواجب، المنزه عن النِّدِّ المشابه والضَّدَّ المناصب، المتعالي عما اتصفت به الحوادث من الآفات والمعايب، الذي خلق آدم فأتقن خلقه من الطين اللازب، وصوره بيده في أحسن التقويم مخصوصاً بأكرم الخِيَم وأشرف المناقب، وأسجد له ملائكته تشريفاً لرتبته وتعريفاً بما خَطَّه من حُظْوَتِه في مسطور المقدور القلمُ الكاتب، وعلمه الأسماء كلها على اختلاف الألسن والمذاهب، فوضع على كل مسمى اسمه الخاص به المناسب، بعدما عجزت الملائكة عن مُضَمَّن السؤال والاستنباء في تلك المطالب، وردت ذلك إلى علم الله المحيط بالشاهد والغائب، ثم انتشرت اللغات في ذرية آدم الأعاجم منهم والأعارب، وأظهر الحق سبحانه شرف اللسان العربي بإسماعيل النبي فَتُنُوقلت اللغات في ذريته الأكارم الأطايب، إلى أن بعث الله تعالى سيدنا محمداً خاتم النبيين وإمام المرسلين صلى الله عليه وسلم بالقرآن العربي المبين فاعتلى قدر هذا اللسان/ بأعلى المراتب، ووجب لذلك تعلم اللغات العربية إذ بها يُفْهَمُ الكتاب والسنة ويستبين في تفسير مجملاته وإيضاح مشكلاته اللسن اللاحب، فصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة دائمة نامية يملأ نورها ما بين السماء والأرض والمشارق والمغارب، وسلم كثيرا.