قال أبو جعفر: يريد وما كان على معنى فُعِل، هذا يريد - ولا بد - بدلالة أنه ذكر في هذا الباب ما هو على وزن فُعِل كبُهِت، وشُهِر، وغُبِن، وأشباهها. وذكر أيضاً ما هو على غير وزن فُعل كأُهِل الهلال، واستُهل، وامتُقع، وانقُطع إلى غير ذلك مما هو على غير وزن فُعل، فتبين بما ذكرناه أنه يريد ما قلناه.
وأما مقصوده بذكر هذا الباب فنقول أولاً: هذا الباب هو على قسمين:
قسم استعمل فيه اللغتان، أعني الإسناد إلى الفاعل وإلى المفعول، إلا أن الفصيح فيه الإسناد إلى المفعول، كقولك: عُنيت بحاجتك، وشُغلت عنك، وأمثالهما مما نذكره إذا انتهينا إليه إن شاء الله تعالى.
وقسم ليس فيه إلا لغة واحدة كانقطع بالرجل، وما كان مثله فإنه لم يستعمل فيه إلا البناء للمفعول.
فإذا ترتب هذا فما كان فيه اللغتان ـ الإسناد إلى الفاعل، وإلى المفعول ـ إنما ذكره ليبين أن الفصيح منهما هو الإسناد إلى المفعول.
وما كان فيه لغة واحدة ـ وهو الإسناد إلى المفعول ـ فإنما ذكره ليُعلم أن العامة تقول بخلافه، لهذا ذكر هذا الباب. وليس من الصحيح ما