رياح، عن صاحب كتاب العالم، وابن سيدة في المخصص. قالا: وحكى بعضهم ريح وريحة مع كوكب وكوبة، وأشْعر أنَّهما لغتان. وقالا عن الفارسي: أعلم أن الريح اسم على فِعْل، والعين منه واو، فانقلبت في الواحد للكسر، فأما في الجمع القليل فصَحَّت. لأنه لا شيء فيه يوجب الإعلال، ألا ترى أنَّ الفتحة لا توجِبُ إعلال هذه الواو في نحو: يَوْم وقَوْل وعَوْن.
فأما في الجمع الكثير فَرِياح، انقلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها، وإذا كانت قد انقلبت في نحو: ديمة وديم، وحيلة وحيل، فإنْ تنقلبَ في رياح أجدرُ لوقوع الألف بعدها، والألف تشبه الياء، والياء إذا تأخرت عن الواو أوجبت فيه الإعلال، فكذلك الألف لشبهها، وقد يكون الرَّيح يُعْني به الجمع، كقولك: كتُر الدينار والدرهم، ونظيره كثير.
قال أحمد: وإنما سميت الريح ريحاً/ لأن الغالب عليها في هبوبها المجيء [بالروح] والراحة، وانقطاع هبوبها يُكسِب الكَرْبَ والغّمَّ والأذى، فهي مأخوذة من الرَّوح، حكى هذا ابن الأنباري في كتابه الزاهر.