الوسطاني، وهو يقول:" رحم الله عبدا، ورحم والديه دعا لرجل كانت له بضاعة، وقد فقدها؛ وهو يسأل الله ردها! " والناس صموت. فخرق الحلقة غلام حدث، وقال:" من هو صاحب البضاعة؟ "، الشبلي:" أنا! " قال: " فأيش كانت بضاعتك؟ "، قال:" الصبر، وقد فقدته! " فبكى الناس بكائاً عظيماً ".
وللشبلي:
مضت الشبيبة والحبيبة فانبرى ... دمعان في الأجفاني يستبقان
ما أنصفتني الحادثات! ... رمينني بمودعيني، وليس لي قلبان
وقيل ضاق صدره يوماً ببغداد، فانحدر إلى البصرة، فلما ضاق صدره خرج لوقته، فلما قرب من دار الخليفة، إذا جار تغني بين يدي الخليفة:
أيا قادماً من سفرة الهجر، مرحباً ... أنا ذاك، لا أنساك، ما هب الصبا
قدمت على قلبي، كما قد تركته ... كئيباً حزيناً بالصبابة متعبا
فصاح صيحة، ووقعت الدجلة مغشياً عليه، فقال الخليفة:) ألحقوه واحملوه! " فحمل أليه، فقال له:" أمجنون أنت؟! ". قال: