للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ثم يقول - صلى الله عليه وسلم -: (كلي هذا، واهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة) ثم يكون الطعام كأنه لم يصب منه، ولأن أبقاه على ذلك الحال يجعله عند التناول على سخونته.

* وفيه أن الكدية التي عرضت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستصعبة حتى ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمعول فانهالت، لا أراه إلا أن الله سبحانه وتعالى أذنه بانهيال الأمر وتسهله بعد صعوبته، وأن الخندق لم يبق بعده شدة، وأن الصعوبة تسهلت.

* وفيه أيضا أن المؤمن ينبغي له أن يكون متفقدا لأحواله وخطراته، وذهابه وإتيانه، وكل شخص يلقاه ويكلمه ناظرا إلى أن الله سبحانه هو محرك حركات الوجود، والعالم بخطراتهم وحركاتهم، وإن ذلك قد يكون منه ما يخاطب به العبد، ويناجي به بإشارة ورموز على وجه يكون الحاضرون حوله ما فيهم من يدري ما يجري على نحو انهيال الكدية بعد صعوبتها.

فهذا من أحسن السر وأصونه، وهذا لا أراه إلا في اليسر (١١٨/ب) لأنها لو تصعبت عليه لم يستدل بذلك على صعوبة لأن ذلك يكون تشاؤما والأول تفاؤلا، فإن تم على أحد شيء من ذلك نادرا، فإن ذلك إنما فعل ليعتبر به إيمانا.

- ٢٥٠٣ -

الحديث الثامن والخمسون:

[عن جابر بن عبد الله، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها، إلا موضع لبنة، وجعل الناس يدخلونها

<<  <  ج: ص:  >  >>