للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسليمها إليه نفسها مقتض أنه قد أمنها من جوره وظلمه؛ لأنها رحلت من نصارها وحماتها إلى عقوة زوجها، وتوارت عنده بالخدر أو السجوف، يفعل بها ما يشاء، ويسير بها كيف يشاء، فلذلك كانت عنده بأمان الله.

* وقوله: (استحللتم فروجهن بكلمة الله) يعني بالكلمة نفس العقد الذي تنشأ من كلمتي إيجاب وقبول من الولي والزوج، فلما أوصى بهن ذكر ما عليهن فقال: (أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه) وذلك أنه لما كانت العادة في العرب أن النساء يأذن للرجال، فأراد لا يدخلوا بيوتكم من تكرهونه ولا ينصرف هذا إلى الزنا؛ فإنه لم يكن ليقنع في جوابه بضرب غير مبرح وهو وإن لم ينصرف إلى الزنا، فهو يعرف قدر عظم الزنا؛ لأنه إذا نهين عن إدخال رجل يكره دخوله؛ فما ظنك بما وراء ذلك.

* وقوله: (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) على قدر الحال الذي ينفق فيها ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله.

* وقوله: (تركت فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به) يدل على أن كتاب الله سبب الهدى؛ فمن تمسك به لم يضل.

* (١٣٩/أ) ومن كتاب الله قوله: {وما آتاكم الرسول فخذوه}، فالتمسك بكتاب الله يوجب التمسك بكل ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

* وقوله: (إنكم تسألون عني فماذا تقولون؟) ففهموا من قوله ما يريد بقوله ماذا يقولون؟ يعني أيقولون: إني بلغتكم ما أرسلت به، فأجابوه: إنا نقول: بلغت وأديت، فأشار بيده إلى السماء بذلك على أن ربهم هو الأعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>