وحسن تأنيه فيما ذكره لهم من تخويفهم تعويق تجارتهم حتى أمسكوا عنه، وكذلك في الثانية والثالثة (١٦٥/ أ).
* وفيه أيضًا كتمان الحق طلبًا للمصلحة وانتظارًا لوجود الفرصة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر حين أسلم (اكتم هذا).
* وقوله:(فقيل لخالنا إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس) في هذا تحذير من سماع قول الحساد.
* وقوله:(نثا علينا) أي أفشى وأظهر لنا القبيح الذي قيل له.
(والنثا) يقال في الشيء القبيح، وقد يقال في الحسن.
وقول أبي ذر (أما ما مضى من معروفك فقد كدرته) أي حين سمعت ما قيل عنا، ولو وفق لم يظهر لهما ذلك، فلما أظهر ذلك لم يبق لهما عنده مقام.
* وقوله:(فقربنا صرمتنا) وهي القطعة من الإبل.
* وقوله:(فنافر أنيس عن صرمتنا). نافر: تأخر، وخير أنيسًا حكم له بالفضل.
* وقوله:(ألقيت كأني خفاء) الخفاء ممدود، هو الكساء يطرح على السقاء، والمعنى أني كنت أصل إلى أن استطرح.
(وراث) بمعنى أبطأ.
* وقول أنيس في حق نبينا - صلى الله عليه وسلم - والقرآن يدل على فهمه؛ لأنه قسم فقال سمعت قول الكهنة فليس بكاهن، ووضعت قوله على أقراء الشعر أي على وجوهه فلم يكن به.
* (فتضعفت رجلًا منهم) أي رأيته ضعيفًا لا أبالي بإظهار سري إليه.
* وقوله (كأني نصب أحمر) أي كأني لجريان دمي أحد الأنصاب التي كانوا يذبحون عليها.