بأظلافها، كلما نفدت اخراها عادت عليه اولاها حتى يقضى بين الناس].
وفي رواية: فانطلق في الحرة.
* فيه من الفقه تأكيد لما ذكرناه فيما قبل ان الزكاة إذا أداها ذو مال فلا حق عليه فيه بعدها.
* وقوله (لم أتقار) أي لم أتمكن من الاستقرار، وفيه من الفقه أيضًا أن الذي لا يؤدي زكاة إبله أو بقره أو غنمه فإنها تحضر يوم القيامة بأعيانها وينطح بها بقاع قرقر. والقاع هو المكان السهل الذي لا ينبت الشجر، والقرقر: المستوى، والظلف للبقرة والشاة كالحافر للفرس. وإنما سلطت عليه بأعيانها ليكون كلما كان الصارف له عن (١٧٢/ أ) إخراجها من حسنها وسمنها هو الذي يذيقه البلية منها.
* وفيه أيضًا دليل على ان الله تعالى يحضر الحيوانات كلها، لإظهار قدرته، وليعلم الكفار المعجزون قدرة الله عند ذلك- إنهم كانوا كاذبين، ولكن من حكمة إحياء الحيوانات بأعيانها إبطاء الأموال التي لم تؤد زكواتها رقاب أصحابها وظهورهم في ذلك الجمع الذي يجتمع فيه الأولون والآخرون فتكون من جنود الله سبحانه التي تنتقم بها ممن خالفه.
-٣٦٤ -
الحديث الحادي عشر:
[عن أبي ذر، انه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له، فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار،