للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجد غير ذلك، ولم يقل ها هنا ومن وجد شرًا بل قال غير ذلك، والخير كلمة مفاضلة لأن قولك زيد خير أي هو خير من خير.

* وقوله: {ومن وجد غير ذلك} أي وجد غير الخير أي غير الأفضل فلا يلومن إلا نفسه، فذكره بنون التوكيد، وإنما جاء للتأكيد ها هنا، يحذر من أن يخطر في قلب عامل أن اللوم في ذلك يستحقه غير نفسه؛ لأن الله تعالى أوضح فأعذر، وليس لأحد عليه حجة، حتى أن من قلة إنصاف (١٨٠/ ب) الآدمي لربه أن يحسب طاعاته وعباداته لنفسه، ولا يسندها للتوفيق، كما يبرأ من معاصيه، ويسندها إلى الأقدار، فلو نظر إلى مغالطته في هذا، وهو أنه كان لا تصرف له كما يزعم، فهلا كان في الأمرين؟ أو إن كان له تصرف فلم يعزله عن أحد الحالين؟! ولكن الإنسان ظلوم!.

- ٣٧٦ -

الحديث التاسع:

[عن أبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن بعدي من أمتي- أو سيكون بعدي من أمتي- قوم، يقرأون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة).

* في هذا الحديث أن من هذه الأمة قومًا يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم.

* وأما قوله: (كما يخرج السهم من الرمية) فقد تقدم تفسيره.

* وقوله: (لا يعودون فيه) قد جاء هذا المعنى صريحًا في أحاديث علي رضي الله عنه، وذكر أنهم الخوارج، فإن كان معناها في غيرهم فإنه يلحق بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>