فبالحري أن لا يغلق أبدًا، أي لا (١٨٦/ ب) يكون بعد أهل وقته خير منهم.
* وفيه دليل واضح من قول حذيفة أن عمر كان يعلم ما قال وقيل له لقوله: نعم، كما يعلم أن دون غد ليلة.
* وقوله:(حدثته حديثًا ليس بالأغاليظ) - جمع أغلوظة، والمعنى ليس فيه ما يغلط.
* وفي الحديث جواز أن يكتم العالم بعض علمه إذا كان في مثل هذا الأمر قصدًا للمصلحة كما فعل حذيفة، فإنه لم يكن حدث بهذه الفتنة إلا على سبيل التورية والتعريض.
* وفيه أيضًا دليل على حسن أدب السائلين للعالم، وأن لا يتهجموا عليه بل يتهيبونه كما فعل هؤلاء مع حذيفة، فإنهم هابوا أن يسألوه عن الباب حتى وصوا عليه مسروقًا، فسأله فقال: عمر، وكان كما ذكر.
-٣٩٠ -
الحديث الرابع:
[عن حذيفة، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام؟ قال: فقلنا يا رسول الله! أتخاف علينا، ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال:(إنكم لا تدرون، لعلكم أن تبتلوا، قال: (فابتلينا، حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرًا)].
* وفيه من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جوز على من يلفظ الإسلام أن لا يكون صادقًا بباطنه كما ظهر على نطقه.