وقوله:(أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة والسبعمائة) فقال: (إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا) أي تختبروا، فلا يعني وقت الاختبار إلا المؤمنين خاصة.
* وقوله:(فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرًا) تحقيق لما ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
-٣٩١ -
الحديث الخامس:
[عن حذيفة، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك)]
* قال أبو عبيد: الشوص هو الغسل، وكل شيء غسلته فقد شصته.
* وفي هذا الحديث من الفقه أن السواك تطهر به الأسنان مالا يبلغ الماء في تطهيره مبلغ السواك، لأن الأسنان على ما خلقها الله تعالى عليه من الرتل في تدوير انتظم بتعددها فكان ما (١٨٧/ أ) يتخلف من الأغذية إذا لحج فيما بين السنين أو فيما بين الثلاثة، والأسنان على ما يتراقى إليها من الأبخرة المتصاعدة من البطن على وهجه وحره فيجففه بسرعة فتلحج لحجًا لا يزيله الماء ولا الأصبع، حتى يشوص الرجل فاه بعود من أراك أو خرقة فتبلغ في تطهيره ذلك المبلغ المطلوب، وإنما تطهير الفم من ذلك سنة مؤكدة مستحبة، فإن صلى مصل من غير تسوك أجزأته صلاته إلا أنه تفوته الفضيلة. والسر فيه أن تطيب طريق القرآن؛ فإن الخلوف قد يجتمع منه ما يؤذي ريحه، والملائكة يدنون من الآدمي وقت تلاوة القرآن زيادة دنو حتى