للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في الحديث (إذا قرأ القرآن من كان قد بدأ بالسواك جعل الملك فمه على فم القارئ فلا يخرج من فيه كلمة إلا التقمها الملك، فإذا قرأ القرآن بغير سواك تباعد عنه) وذلك أن الريح التي يتنفس بها الإنسان هي حاملة القرآن في خروجه، فإذا ترك في الفم ما يفسد الريح تأذى الملك، وتأذى القارئ، وتأذى من يقربه من الآدميين، وإذا استاك فقد نجا من ذلك كله.

* وفيه أن السواك يقطع البلغم الذي يتغير به اللسان في الفم ويجلو فم المعدة ويشد اللثاة ويقوي الأسنان، وكل هذه من المعاون في تجويد القراءة وتمكين الحروف وأن يخرج كل حرف من مخرجه ناصعًا صادقًا غير ملبس بحرف آخر؛ فلذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلهج بالسواك ويأمر به ولا سيما عند القيام إلى الصلاة، وقيامه من الليل، فإنه في هذين الوقتين آكد، وهذا لأن الآدمي في منامه ينطبق فمه فيكون ما يجتمع في الفم من الأبخرة المتراقية غير المنفذة والبلاغم المضرة للأسنان أكثر، فإذا قام من الليل كان إلى ذلك أحوج.

-٣٩٢ -

الحديث السادس:

[عن حذيفة، قال كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -: فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائمًا، فتنحيت فقال: (أدنه) فدنوت حتى قمت عند عقبيه. فتوضأ، ومسح على خفيه.

وفي رواية: (١٨٧/ ب) كان أبو موسى الأشعري يشدد في البول، ويبول في قارورة ويقول: (إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بوله قرضه بالمقاريض. فقال حذيفة: لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد. فلقد رأيتني أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نتماشى فأتى سباطة قوم خلف حائط. فقام كما يقوم أحدكم فبال، فانتبذت منه، فأشار إلي، فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ)].

<<  <  ج: ص:  >  >>