* هذا الحديث لا ينصرف إلا إلى من ارتد عن الإسلام بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كالذين منعوا الزكاة جحدًا لوجوبها.
* وهذا مما يدل على أن ردتهم كانت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنه - صلى الله عليه وسلم - تركهم على ما تركهم عليه فلذلك قال (أصحابي) حتى اختلجوا دونه. فقيل له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، ولا يؤثر في هذا التأويل ما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(تعرض علي أعمال أمتي) إذ هؤلاء بالردة خرجوا عن أن يكونوا من أمته.
-٣٩٤ -
الحديث الثامن:
[عن حذيفة، قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين، قد رأيت (١٨٨/ ب) أحدهما، وأنا أنتظر الآخر.
حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة. ثم حدثنا عن رفع الأمانة، قال: ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك. فنفط، فتراه منتبرا، وليس فيه شيء -ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله- فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا، حتى يقال للرجل: ما أجلده، ما أظرفه، ما أعقله!، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلمًا ليردنه علي دينه، وإن كان نصرانيًا أو يهوديًا ليردنه علي ساعيه، وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا)].