[عن حذيفة، قال: المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكيف ذلك؟) قال:(إنهم كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون).
عنه أنه قال: إنما كان النفاق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأما اليوم: فإنما هو الكفر أو الإيمان، وفي رواية (بعد الإيمان)].
* في هذا الحديث من الفقه أن كفر الكافر، وتشكك الشاك، ونفاق المنافق بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أغلظ إثمًا وأشد شرًا، فإنه قد كان الأمر في أوله وتأتأته يفقه عاقبته اللبيب، ويعمي عن آخره الغبي، حيث كانت وعود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنصر، وظهور الأمر لم يبلغ المدى إلى مصداقها بعد، فأما وقد ظهر صدق وعوده وامتداد أمره كما سبق خبره به فإن من كفر بعد ذلك فهو كما قال الله عز وجل: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم (١٩٣/ ب) من بعد خوفهم أمنًا يعبدونني لا يشركون بي شيئًا، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}].
-٤٠١ -
الحديث الثالث:
[عن حذيفة: أنه رأى رجلًا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته،