للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معاوية الى على بن ابى طالب: يا ابا الحسن! ان لى فضائل كثيرة: كان ابى سيدا في الجاهلية وصرت ملكا في الإسلام، وأنا صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخال المؤمنين، وكاتب الوحى، فقال على كرم الله وجهه: أبالفضائل تفخر على ابن آكلة الأكباد! ثم قال: اكتب يا غلام:

محمد النبى اخى وصهرى * وحمزة سيد الشهداء عمى

وجعفر الذى يمسى ويضحى * يطير مع الملائكة ابن امى

وبنت محمد سكنى وعرسى * مسوط لحمها بدمى ولحمى

وسبطا احمد ولداى منها * فأيكم له سهم كسهمى

سبقتكم إلى الإسلام طرا * صغيرا ما بلغت اوان حلمى

فقال معاوية: أخفوا هذا الكتاب، لا يقرأه اهل الشام فيميلون إلى ابن أبى طالب.

اخبرنا محمد قال اخبرنا أبو حاتم عن العتبى قال: اُغمى على معاوية في مرضه الذي مات فيه فقالت ابنته رملة او امرأة من اهله متمثلة:

اذا متّ مات الجود وانقطع الندى * من الناس إلا من قليل مصرد

وردّت اكف السائلين وأمسكوا * عن الدين والدنيا بخلف مجدد

قال: فأفاق معاوية فقال:

لو فات شئ اذًا لفات ابو * حسان لا عاجز ولا وكل

الحوّل القلّب الأريب ولا * يدفع زور (١) المنية الحيل

اخبرنا ابو بكر عن العتبى (٢) قال قال معاوية: لا اضع لسانى حيث يكفينى مالى، ولا اضع سوطى حيث يكفينى لسانى، ولا اضع سيفى حيث يكفينى سوطى، فاذا لم اجد من السيف بدا ركبته.

اخبرنا محمد قال اخبرنا ابو حاتم عن العتبى قال قال معاوية: افضل ما اُعطى الرجل العقل والحلم، اذا ذكر ذكر، واذا اعطى شكر، وإذا ابتلى صبر، وإذا غضب كظم، وإذا قدر غفر، وإذا أساء استغفر،


(١) يعني: وأخبرني أبو حاتم عن العتبي. انظر: تاريخ دمشق ٥٩: ١٧٢ - ١٧٣. ش
(٢) في تاريخ دمشق ٦٩: ١٥٦ - ١٥٧ من طريق ابن دريد: "دون". ش

<<  <   >  >>