للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا وعد أنجز.

وعن العتبى قال: أغلظ رجل لمعاوية فحلم عنه، فقيل له: أتحلم عن هذا؟ فقال: إنى لا احول بين الناس وألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وملكنا.

وعنه قال: مر معاوية بن ابى سفيان بدير هند بنت النعمان فوقف فأرسل اليها انزلى حتى نسألك عن اشياء فأرسلت اليه إن كانت الحاجة لك فأنت اولى بالنزول، قال: صدقت، فنزل اليها فقال: أخبرينى عن حالك، فقالت: أختصر فأقصر، قال: أجل، قالت: أصبحنا صباح يوم وما لنا تابع ولا جار إلا وهو يرجونا، وأمسينا وما لنا عدو إلا وهو يرثى لنا، قال: حسبك قد أوجزت هل لك أن أتزوج بك؟ قالت: لا، فلما نزل قال لها المغيرة بن شعبة: هل لك أن أتزوج بك؟ قالت: أما كان في امير المؤمنين رغبة لو أردت ذاك يا أعور.

قال وقال العتبى: انحدر عبد الله وعمرو ابنا عتبة الى البصرة فلقيا معاوية بالكوفة قالا فقال لنا: يا ابنى اخى اتقيا الله فانه يكفى عن غيره، واشتريا بالمعروف عرضكما من الأذى، وذللا ألسنتكما بالوعد، وصدقاها منكما بالفعل، واعلما أن أغنى الناس من كثرت حسناته وأفقرهم من كثرت سيئاته، وأنه لا وجع اشد من الذنوب وأن الدهر ليس بغافل عما (١) غفل.

اخبرنا محمد قال اخبرنا ابو حاتم عن ابى عبيدة قال قال معاوية: لقد وضعت رجلى في الركاب وهممت يوم صفين بالهزيمة فما منعنى عن ذلك إلا قول ابن الاطنابة حيث يقول:

أبت لى عفتى وأبى بلائى * وأخذى الحمد بالثمن الربيح

وإكراهى علي المكروه نفسى * وضربى هامة البطل المشيح

وقولي كلما جشأت وجاشت * مكانك تحمدى او تستريحى

اخبرنا محمد قال اخبرنا [ابو] (٢) معاذ عن دماذ قال اخبرنى ابو عبيدة قال:


(١) في تاريخ دمشق ٥٩: ٢٠٠: " عن من". ش
(٢) ما بين معكوفين من تاريخ دمشق ٥٩: ١٨٤. ش

<<  <   >  >>