للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان من نعمة الله على عباده المسلمين أن رتَّب لهم الأجر على حفظه، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة، منها:

١ - ما أخرجه البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: «أيهم أكثر أخذاً للقرآن». فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة». وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم» (١).

٢ - روى الإمام أحمد بسنده عن زر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارْقَ ورَتِّلْ كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منْزلتك عند آخر آية تقرؤها» (٢).


= مما يحرك شفتيه) أي: كانت الشدة من كثرة تحريكه شفتيه وكان صلّى الله عليه وسلّم يفعل ذلك خشية أن ينسى ما أوحي إليه. (به) بالقرآن. (لتعجل به) لتأخذه على عجل مسارعة إلى حفظه خشية أن ينفلت منه شيء. (جمعه له) جمع الله تعالى للقرآن. (وتقرأه) وأن تقرأه بعد انتهاء وحيه. (قرآنه) قراءته كما أنزل فلا يغيب عنك منه شيء. (بيانه) استمرار حفظك له بظهوره على لسانك وقيل بيان مجملاته وتوضيح مشكلاته وبيان ما فيه من حلال وحرام وغير ذلك.
والحديث في صحيح البخاري برقم (٥) وقد تقدم.
(١) صحيح البخاري برقم (١٣٤٣).
(٢) المسند (٢:١٩٢)؛ وأخرجه أيضاً أبو داود (١٤٦٤)؛ والترمذي (٢٩١٤) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (٣٧٨٠). وصححه أيضاً ابن حبان (٧٦٦)؛ والحاكم (١:٥٥٣) وسكت عنه الذهبي.

<<  <   >  >>