للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال نافع: ثم انقلب عبد الله، فدعا بالمصحف، فقرأ: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [الأنعام: ٩٦].

قال نافع: فأرسلني عبد الله بن عمر إلى عبد الرحمن بن أبي هريرة: إنه لا بأس بأكله» (١).

٢ - وروى مسلم بسنده عن أبي الأحوص قال: «كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مصحف، فقام عبد الله، فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم.

فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك؛ لقد كان يَشهد إذا غِبْنَا، ويؤذن له إذا حُجبنا» (٢).

ولو استقصيت في الآثار التي وردت فيها التسمية لربت على الخمسين أثراً، وليس ذلك مقصداً هنا، وإنما المقصد التنبيه على أنه لا حاجة للصحابة في أن يبحثوا عن اسم لما يقومون به من عملٍ، خلافاً لما أورِد من قصص لا سند لها؛ كالخبر الذي ذكره الزركشي (ت٧٩٤هـ)، قال: «فائدة: ذكر المظفري (٣) فى تاريخه: لما جمع أبو بكر القرآن قال: سمُّوه، فقال بعضهم: سمُّوه إنجيلا، فكرهوه.

وقال بعضهم: سمُّوه السِّفْر، فكرهوه من يهود.

فقال ابن مسعود: رأيت للحبشة كتاباً يدعونه المصحف، فسَمَّوه به» (٤).

• * *


(١) الموطأ برقم (١٠٧١).
(٢) صحيح مسلم برقم (٢٤٦١).
(٣) المظفري: شهاب الدين إبراهيم بن عبد الله الحموي (ت٦٤٢هـ).
(٤) البرهان في علوم القرآن، للزركشي (١:٢٨١ - ٢٨٢).

<<  <   >  >>