للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدياثة المعروفين عن القوم. ورغم ذلك يريد رقعاء المبشرين منّا أن نصدق إنها حادثة تاريخية سجّلها الوحي الإلهي ويَبْغُون أن يحاكموا القرآن إليها.

وفي هذه القصة العُهْريّة أن الذي كان يتولى كِبْرَ اضطهاد اليهود هو هامان وزير الملك الفارسي أحشوروش. وهنا مربط الفرس، إذ يتساءل الحمقى: كيف انتقل هامان من قصر الملك الفارسي إلى قصر فرعون في مصر متقدماً هكذا في التاريخ مئات السنين؟ فانظروا بالله إلى هذه الوقاحة التي تريد أن تحاكم الحق إلى الباطل! ترى أين الدليل على أن هامان كان وزيراً أصلاً لأحشوروش؟ لقد ذكر القرآن أن هامان كان يشترك مع فرعون في اضطهاد بني إسرائيل في مصر، وأغلب الظن أن كاتب السَّفْر قد خلط بين وقائع اضطهاد اليهود في مصر ووقائع مشابهة في فارس القديمة فذكر هامان مع أحشوروش. لا تنس، أيها القارئ الكريم، ما قاله علماء القوم أنفسهم من أن سفر "أستير" هو مجرد قصة "خيالية" لا يُطْمَاَنْ إلى صحتها!

ثم إن في الكتاب المقدس وغيره من كتب هؤلاء الناس أخطاءً قائلة في الأسماء والتواريخ بحيث تُضْحِى محاولة اتخاذه معياراً في هذه القضية هي الهزل بعينه. لقد ذكرنا قبلاً أن لِحَمِى موسى عليه السلام في الكتاب المقدس ثلاثة أسماء، كما أشرنا إلى ما جاء فيه

<<  <   >  >>