للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقْبلَ والعشّاق من خلفه ... كأنهم من حَدَبٍ يَنْسِلون

وجاء يومَ العيد في زينةٍِ ... لمثل هذا فلْيعمل العاملون

وتَبْقَى كُتُب جَهَلة اليهود والنصارى: فأما النصارى فلو كان رسول الله قد تعلم شيئاً منهم لا نبرى له أَحَدُ من كان منهم في مكة أيام اضطهاد قومه له - صلى الله عليه وسلم -، مما من شأنه أن يغرى بتقوّل الأوقاويل عليه، قائلاً: "أنا الذي أخذتَ مني يا محمد كلامي وزعمتَ أنه قرآن ينزل عليك من السماء! ". ولقد ظهر النصارى مرة أخرى في حياته عليه الصلاة والسلام بالمدينة حين زاره وفد نصارى نجران، وفيهم سادتهم وعلماؤهم، فدعاهم عليه السلام إلى المباهلة، وهي قمة التحدي، فلماذا لم يقولوها؟ ولماذا لم يقلها بحيرا. الذي يطنطن المستشرقون أنه هو الذي علّمه عليه السلام؟ أما اليهود فإنهم لم يتركوا أي شيء يَرَوْنَ أنه يُفْسِد عليه أمره إلا وفعلوه، حتى لقد ذهبوا إلى قريش وزعموا أن أصنامهم ووثنيتهم وانحرافاتهم الأخلاقية خير من توحيد محمد وما يدعو إليه من مكارم الأخلاق، كما تآمروا على قتله وطَعْن دينه في ظهره ووضعوا أيديهم في أيدي الأحزاب في غزوة الخندق ... إلخ، ورغم ذلك نراهم لم ينبسوا بكلمة واحدة عن أخذه المزعوم من كتبهم. ومعروف أن اليهود يتمتعون بوقاحة فائقة ولا يبالون أن يفتروا الكذب على أشرف الشرفاء، بيد أنهم خرسوا

<<  <   >  >>