وتسامحاً، وحُنُوًا على الضعف البشري، ورغبةً في تحويل هذا الضعف إلى قوة، وحضاً على تحصيل أسباب الحضارة من علم وعمل ونظام وخُلُقٍ طاهر وذوق راقٍ، وعدلاً في تطبيق القانون، وتوازناً في النظر إلى الدنيا والآخرة، والجسد والروح، فالدنيا طيبة ما دامت من حلال، والطعام والشراب والعطر والنساء مِنَنً من الله على عباده ليستمتعوا بها، ولكن بحقها وفي اعتدال ... وهلم جرا. ترى ما الذي في هذا أو في ذاك مما يمكن أن يكرهه عاقل سليم القلب مستقيم الضمير؟ وهل بعد رفض الدين الذين جاء به محمد يستطيع أي إنسان عاقل سليم القلب مستقيم الضمير أن يجد ديناً يصلح لاعتناقه والعمل به؟
وفي الفترة الأخيرة ازداد الهجوم على الإسلام ورسوله شراسةً ظناً من المهاجمين الحاقدين أن الفرصة سانحة لتوجيه ضربة قاضية إلى ذلك الذين في ظل ضعف المسلمين وهوانهم وتخلفهم، والواقع أن هؤلاء الحاقدين واهمون، فالإسلام، وإن كان المنتسبون إليه الآن ضعافاً أذلاء، هو دين قوي عزيز كريم يستحيل القضاء عليه، والأيام بيننا! ولقد مرت على المسلمين أزمان كانوا اشد ضعفاً وهواناً مما هم الآن، ولم يستطيع أعداء الإسلام أن ينالوا من دين الله منالاً، بل إن جوهرته لتزداد على الأيام ومعاودة الهجوم عليه تألقاً وجمالاً!