الحديث في الآية، وإن كان عن آدم أبي البشر، فإنه يصدق كذلك على أبنءا آدم في المستقبل، فلاستخدام القرآن لهذا السببِ صيغة المضارعة التي تدل على الاستمرار والديمومة. ترى أفهم الجهول أم نعيد الكلام من جديد؟ وهناك نصيحةٌ تقول: لا تلْقُوا بالدرر أمام الخنازير! وما إلى الخنازير قَصَدْنا بكتابة ردنا هذا، ولكننا وضعناه لطَيًبي النية ممن توسوس الثعالب في آذانهم، وذلك كي يأخذوا حذرهم فلا ينخدعوا بملاسة الجلد عن نار الحقد المستعرة في قلوب هذه الثعالب الفتاكة. ومن أمثلة عطف المضارع على الماضي في الشعر الجاهلي قول تأبط شراً يصف عراكه مع الغول:
بأنّي قد لقِيتُ الغول تسعى ... بسُهْبٍ كالصحيفة صحصحانِ
فآخذُه فأضربها فخرًتْ ... صريعاً لليدين وللجِرانِ
ثم نختم هذا الدرس بسَوْق هذين الشاهدين المشابهين من