للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأوحد أبو عبد الله محمد بن عرفة أقبح التشنيع وصار يبحث على امتناعه من الصلاة مع الناس لماذا؟ فقيل له إنما امتنع لأخذ الأئمة الأجرة على الصلاة فزاد بذلك إغلاظا في القول والتشنيع وتبعته العامة والخاصة في ذلك فرحل الإمام أبو عبد الله الدكالي إلى المشرق فارّاً بنفسه فكتب الإمام ابن عرفة كتابا لأهل مصر إلى أن قال لهم فيه يخبرهم بشأنه

يا أهل مصر ومن في الحكم شاركهم

تنبهوا لقبيح معضل نزلا

لزوم فسقكم أو فسق من زعمت

أقواله إنه بالحق قد عملا

في تركه الجمع والجمعات خلفكم

وشرط إيجاب حكم الكل قد حصلا

وإن كان شأنكم التقوى فغيركم

قد باء بالفسق حتى عند ما عدلا

وإن يكن عكسه فالأمر منعكس

قولوا بحق فبان الحق معتدلا

فاجتمع العلماء والفقهاء من أهل مصر وما والاها وامتحنوا القول غاية الامتحان ثم أجمع رأيهم واتفقت كلمتهم بأن أجابوه على ما كتب لهم في شأنه

ما كان من شيم الأبرار أن يسموا

بالفسق شيخا على الخيرات قد جبلا

لا لا ولكن إذا ما أبصروا خللا

كسوه من حسن تأويلاتهم حللا

ألبس قد قال في المنهاج صاحبه

يسوغ ذاك لمن قد يختشي زللا

كذا الفقيه أبو عمران سوغه

لمن تخيل خوفا واختشى خللا

وقال فيه أبو بكر إذا ثبتت

عدالة المرء فليترك وما عملا

وقد روينا عن ابن القاسم العتقى

فيما اختصرنا كلاما أوضح السبلا

ما إن ترد شهادات لتاركها

إن كان بالعلم والتقوى قد احتفلا

نعم وقد كان في الأعلين منزلة

من جانب الجمع والجمعات فاعتزلا كمالك غير مبد فيه معذرة

إلى الممات ولم يتلم وما عذلا

هذا وإن الذي أبداه متضع

أخذ الأئمة أجرا منعه نقلا

وهب بأنك راء حله نظراً

فما اجتهادك أولى من الصواب ولا

انتهى وفى كون الاحتباس على الصلاة فيها إجارة فيجرى ماتقدم أو إعانة قولان

<<  <   >  >>