قال الشارح: والفرق بينه وبين الإباحة أن الإباحة مجرد إذن، وأنه لا بد من اقتران الامتنان بذكر احتياج الخلق إليه، وعدم قدرتهم عليه، وأن الإباحة قد يتقدمها حظر، مثل:{وإذا حللتم فاصطادوا} قلت: الظاهر أن الامتنان نوع من الإباحة.
ومثال الإكرام:{آدخلوها بسلام آمنين} فقرينة السلام والأمن تدل على الإكرام.
ومثال التسخير:{كونوا قردة خاسئين} وقال القرافي: اللائق تسميته سخرية بكسر السين، لا تسخيراً فإن التسخير النعمة والإكرام، قال الله تعالى:{وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض}{فسخرنا له الريح} والسخري الهزل قال الله تعالى: {ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً}.
قلت: التسخير النقل إلى حالة ممتهنة وليس في السخرية انتقال أصلاً.
ومثال التكوين:{كن فيكون} وجعل الشيخ أبو إسحاق وإمام الحرمين هذين المعنيين واحداً، لكن الفرق بينهما أن التكوين سرعة الوجود عن العدم، والتسخير الانتقال إلى حالة ممتهنة، كما تقدم.