يصيخ عبد الله بسمعه، فيسمع حديث القوم حول جثته المصلوبة ولكنه لا يصدق.
عبد الله: مستحيل، إن جثتي كاملة. ألا تراها؟ تلك بقايا حشرة حقيرة، أأنا - ويحك - أدخل في جسم حشرة؟
زيد: ولكنك عشت فيها أكثر من سبعين سنة!
عبد الله: قلت لك مستحيل. لن أرضى أبداً بهذا السجن الضيق الخانق.
زيد: ألا ترى إلى هؤلاء الذين يحفّون بالجثة؟
عبد الله: بلى، أرى حولها كثيراً من هذه الحشرات الوضيعة.
زيد: هذا هو جيش الحجاج!
عبد الله: أأرواح بشر تدخل هذه الأجساد الحقيرة وتُسجَن فيها؟ إنني لأختنق من تصوري الحياة فيها لحظة.
زيد: كما يحس هؤلاء بالاختناق إذا تصوروا أنهم عاشوا لحظة في بطون أمهاتهم. لقد نسيت سجنك الثاني كما نسوا سجنهم الأول!
عبد الله: ولكنني لم أمت؛ أنا في غمرة الحياة!
زيد: إن هذه الحشرات تسمي الحياة الحقيقية موتاً.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute