للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنظر الثامن

(في جيش المسلمين في زفران، وقد جاءهم الخبر بمسير قريش ليمنعوا عيرهم)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن القوم قد خرجوا من مكة على كل صعب وذَلول (١)، فما تقولون؟ العير أحب إليكم من النفير؟».

رجل: عليك بالعير ودع العدو.

آخر: هلاّ ذكرت لنا القتال حتى نتأهّب! إنا خرجنا للعير.

(يتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم)

المقداد بن الأسود: يا رسول الله! امضِ لما أمرك الله فنحن معك. والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. والله الذي بعثك بالحق نبياً، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه؛ نقاتل عن يمينك، وعن شمالك، ومن بين يديك، ومن خلفك، حتى تبلغه.

(يشرق وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم)

المسلمون: كلنا ذاك الرجل يا رسول الله، ولكننا ظننا أن في العير قوة للإسلام.


(١) الذَّلول هو السهل الانقياد. ويقال: «ركب القوم كل صعب وذَلول في أمرهم»: أي اتخذوا كل سبيل (مجاهد).

<<  <   >  >>