وعلى أسلوبه وطريقته، وبلغ ما أخذ منه وصدر عنه ألف كتاب، لما نقص من كنوز تاريخنا شيء.
ولو أني بقيت خمسين سنة أحدّث الناس كل أسبوع عن علم من أعلام الإسلام، أو أعرض عليهم قصة من قصص بطولاتهم وعبقرياتهم، لما انتهيت ولما قاربت الانتهاء، وكيف؟ وعندي في مكتبة بيتي الصغيرة أكثر من مئة مجلدة في تراجم الرجال، لو أن في كل مجلدة منها مئة ترجمة لكان من ذلك - وحده - عشرة آلاف ترجمة لعشرة آلاف علم من أعلام الإسلام. وما ليس عندي من كتب التراجم أضعاف ذلك.
ثم إن في كتب التاريخ والأدب، والمحاضرات والرحلات، آلافاً أخرى لم تُفرَد في كتب التراجم.
ولقد كنت أتسلى من أيام بالنظر في «رحلة ابن بطوطة»، فاستخلصت منها تراجم كثيرين لأجعل منها أحاديث؛ منهم السلطان المسلم العادل طرمشيرين من حَفَدة جنكيز خان، وكان يحكم مملكة واسعة المدى، مترامية الأطراف، كثيرة الجيوش، وافرة الخيرات. فهل سمعتم بطرمشيرين؟
وهل سمعتم بالملوك المسلمين الذين حكموا روسية، وكان لهم فيها حكومة عظيمة عاشت دهراً، وكانت تسمى دولة البلغار، وكانت عاصمتها بقرب ستالينغراد؟
وهل تعرفون سير الملوك المسلمين الذي حكموا الهند قروناً