عن أبي هريرة، قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا عطسَ غطى وجهَه بثوِبه، ووَضَع كَفَّيه على حاجبيه.
قال الدوسري:
"وأخرج أحمد (٢/ ٤٣٩) وأبو داود (٥٠٢٩) والترمذي (٢٧٤٥) -وقال: حسن صحيح- وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٢٦٥) والحاكم (٤/ ٢٩٣) - وصحّحه وسكت عليه الذهبي - والبيهقي في "الآداب" (٣٥٠) و"الشعب" (٧/ ٣١ - ٣٢) والبغوي في "شرح السنّة" (١٢/ ٣١٤) من طريق محمد بن عجلان عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عطس غطّى وجهَه بيده أو بثوبه، وغضَّ بها صوتَه.
وإسناده حسن من أجل ابن عجلان.
قلت: ولكن هذه الرواية معلولة. وقد أعلّها الإمام البخاري في "الكنى" (رقم: ٥١) حيث قال:
"قال ابن المبارك عن سفيان عن سمي عن أبي بكر بن عبد الرحمن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس خمر وجهه.
وقال يحيى القطان والليث عن ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والأول أشبه" أهـ.
قلت: محمد بن عجلان فيه كلام من جهة حفظه، وقد خالفه الإمام الثقة الثبت سفيان الثوري -كما قال البخاري- فروايته لا شك أنها أرجح من رواية ابن عجلان.
ومع ذلك فهي مرسلة لأن أبا بكر بن عبد الرحمن من التابعين، والله الموفق.